ساعة سجود مع أمنا العذراء أمام القربان الأقدس

إن حواء أغلقت باب الفردوس دوننا ، ومريم البتول فتحته لنا ، 

مباركة أنتِ يا من بها فاضت بركة الآب علينا

✞ تأمل :

ليس عجباً أن نجتمع حول أمنا مريم ، 

فها هي تطل علينا ، ترحب بنا … 

تريد أن تضمنا جميعاً تحت جناح حنانها ، 

وها هي تعيد على مسامعنا قولها : 

” سوف تطوبني سائر الأجيال “. 

نعم .. لقد جئناك أبناءً وقلوبنا مليئة سروراً … 

تشيد بك وتقول : ” طوبى لك ” ، فهذا موعدنا معك ، 

مع بنت الناصرة ، مع بنت بلادنا ، فنحن أحق من يفخر 

بالعذراء ويتخذها سلطانة وملكة وشفيعة . لقد جئنا إلى أمنا 

التي لو جمعت قلوب الأمهات جميعــاً ، فإنها لا تؤل أكثر 

من قطعة من الجليد متى قورنت بحرارة قلب أمنا العذراء مريم . 

سوف نطلب أمنا … سوف نكرمها إلى الأبد …

ترتيلة : إنا نحييك

✞ تأمل :

لقد قضت العذراء حياتها وسط العالم ، ورغم ذلك لم ولن يتواجد مخلوقاً أكثر منها اتحاداً بالله ، لأنه ما من أحد قبَل عطية الخالق وخضع كلياً لمشيئته كما العذراء … هي التي مجَّدت الله إذ قبلت إرادته ، فجلبت على الأرض ما هو إلهي ، لتكون لنا الحياة … 

غنية هي ورائعة في صمتها اللامتناهي … يقول لنا الإنجيل ” وكانت أمه تحفظ كل شيء في قلبها”، تحفظ كل شيء ، حتى لو لم تعرف أو تكتشف أي شيء … 

فعند صمتها : تأملت وصلت … وعند كلامها : أعطتنا يسوع ….

صمت … 

ومريم عابدة شغوفة بابنها الحبيب لأنه حياتها … رافقته في كل خطوات حياته ، وعندما لم يكن بوسعنا أن نشعر بوجودها بين الجموع الهاتفة : مبارك الآتي باسم الرب ، فقد كانت هي أول من وقف عند أقدامه على الصليب ، يجمعهما شركة الأم … لا يفهمها سواهما …

ورغم حزنها على وحيدها ، إلا أنها لم تفقد التأمل بسبب هذه العزلة أبداً ، وواظبت مع الرسل على الصلاة بنفس واحدة توّاقة إلى الإتحاد الروحي بالمخلص …

صمت …

وحتى بعد اتحادها بابنها في السماء ، فإنها لا تزال تنظر بعينيها نحونا ، تعانق البشرية وتغمرنا بمحبة فائقة الطبيعة ، ترقب مصاعبنا ، تصلي معنا ولأجلنا … 

لقد علمتنا العذراء كيف نحب الله وكيف نحافظ على تلك الشركة معه، فكشفت لنا سر الكمال والقداسة …

القراءة الإنجيلية / قراءة من رؤيا القديس يوحنا ( فصل 12 )

إنفتح هيكل الله في السماء ، فبدا تابوت عهده في هيكله ، 

ثم ظهرت آية عظيمة في السماء : إمرأة ملتحفة بالشمس ، 

والقمر تحت قدميها ، وعلى رأسها إكليل من إثني عشر كوكباً ، 

حُبلى تصرخ من ألم المخاض . وظهرت في السماء آية أخرى : 

تنين عظيم أشقر، له سبعة رؤوس وعشرة قرون ، وعلى رؤوسه سبعة تيجان ، وذنبه يجرُّ ثلث كواكب السماء ، فألقاها إلى الأرض . ووقف التنين أمام المرأة الماخض ليبتلع ولدها حين تضعه . فوضعت إبناً، ولداً ذكراً، وهو الذي سوف يرعى الأمم بعصاً من حديد. ورُفِعَ الولد إلى حضرة الله إلى عرشه ، وهربت المرأة إلى البرية ، حيث أعدَّ الله لها ملجأ . ثم سمعت صوتاً جهيراً في السماء يقول : ” اليوم تم النصر والقدرة والملك لإلهنا ، والسلطان لمسيحه ! “

صمت …

ترتيلة : يا مريم العذراء

✞ تأمل :

يا مريم العذراء القديسة ، لقد صنع القدير بك عظائم ، فهيأك أماً لكلمته الأزلي ، ووضع فيك قدرته المبررة كلها ، فكنت أماً وبتولاً طاهرة ، نقية ، جميلة ، لا عيب فيك ، وولدت وأرضعت الإله المتأنس ، وحققت على هذه الأرض إتحادك الكامل بالله ، بممارسة جميع الفضائل . 

فالطوبى لكِ في إيمانكِ ، يوم البشارة ، ويوم ولادة يسوع ، ويوم موته على الصليب . والطوبى لكِ في محبتكِ عندما كيَّفْتِ إرادتكِ يوم البشارة ، وعندما تجرعتِ كأس الإستشهاد والحب عند أقدام صليب يسوع . 

والطوبى لكِ في محبتكِ للقريب ، إذ جعلتِ من حياتكِ كلها خدمة متواضعة وصامتة ليسوع ، ووليوسف وللرسل .

لتفرح بكِ أجواق العذارى ، فأنتِ مثالهن الساطع !!

ليفرح بكِ الكهنة ، فأنتِ أم الكاهن الأزلي والذبيحة الدائمة !!

ليفرح بكِ الآباء والأمهات ، فأنتِ أم ومثال لكل البشر !!

ليفرح بكِ الشباب والشابات ، فأنتِ لهم قدوة الطهر والمحبة والتواضع !! 

لتمتلئ نفسي حبوراً سماوياً ، فأنا ابنكِ ، فخور بكِ يا أمي … 

إن أغلى أمنية في حياتي : أن تكوني أنتِ فخورة بي …

✞ تأمل : طاعة العذراء مليئة بالإيمان

كانت العذراء تستند في كل مراحل حياتها إلى إيمانها ومنه تستمد طاعتها : في الناصرة ، وفي بيت لحم ، وفي القدس ، وخلال حياة يسوع العلنية ولدى آلامه وصعوده إلى السماء . ففي كل هذه الفترات عندما يثقل الحزن نفسها كانت تقدم إرادتها مع حياتها وتقدمها بإيمان وحب كامل وبثقة وخضوع للإرادة الإلهية . فقد آثرت مريم حمل الصليب الثقيل مع إبنها ( من أراد أن يكون لي تلميذاً ، فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني ، متى 16:4 ) ، وهكذا كانت العذراء تلميذة ابنها واستحقت أن يطبق عليها قول الكتــاب المقـدس ( طوبى للإنسان الذي وجد بغير عيب … الذي قدر أن يتعدى مشيئة الله ولم يتعد ، وأن يصنع الشر ولم يصنع ؟ يشوع بن سيراخ 31 :8-10 ) ، فهذه الطوبى إستحقتها العذراء في حياتها … هي التي وجدت بغير عيب وتممت إرادة خالقها بكل طواعية .

شارك مع الأصدقاء!

Facebook
WhatsApp
Email
Twitter
Telegram