أسرار الحزن ٢

السر الأول: ها إنني شاهدٌ على نزاعِك في بستان الزيتون ولكني لم اذهب معك للصلاة بل ذهبتُ إلى النوم.

يا يسوعي الجزيل الوقار ها إنّ الألم والشر يزداد في العالم، وخاصة في هذه الأيام… فإنهم يريدون أن يُشوّهُ صورة الإنسان الذي خلقتهُ على صورتك ومثالك، وها إننا اليوم وكل يوم نزيد من نزاعك في هذا البستان. فاقبل منا يا رب هذا السر تقدمةً من أجل هؤلاء الذين يريدون أن يمحو أثر الإنسان والكرامة والمحبة والحرية لكي تُنيرهم ويعرفوا ما هو الحق.

بعد السر: يا يسوع……….

السر الثاني: 

ها إنني أنظر إليك فتبادلُني النظرات بمحبة ولكني مستغرب ما الأمر وما الذي فعلوهُ بك..؟ فتمعنتُ النظرات فإذا الذي أمامي لا يشبه الذي كان قبل قليل بل رأيتك: لا منظر ولا بهاء… مغطى كلّكَ بالدماء وجسمك مشوه من ضربات الجنود. ولكن يا للأسف لم أستطع أن آتي وأُساعدك لأنَّ هذا جزائي وليس جزائك وحتى أحبّاءك لم يبقى منهم ولا واحد. فاقبل يا رب هذا السر من أجل البعيدين عنك وعن حضنك الدافئ فأرجعهم بأقرب ما يمكن قبل فوات الآوان.

بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.

السر الثالث:

فاقتربتُ أكثر لأرى ماذا سيفعلون بك؟ لم أعرف ماذا أفعل بل بقيتُ أنتظرُ وأنظر في الساحة ماذا سيفعلون بك…؟ وفي لمحة بصر رأيتُك من بعيد مكللاً بإكليل لم أعرف ما هو فاقتربتُ أكثر فرأيتُ إكليل الشوك مغروسًا على رأسك وقطرات الدمِ تنزف من جبينك وبقيتُ متأملاً… مصدوما بالذي أراه ولكني لم أفعل شيئا. اقبل يا يسوعي هذا السر من أجل الحزاني والمضلومين لكي ينقلب حزنهم إلى فرح وسلام بك.

بعد السر: يا يسوع …………..

السر الرابع:  

وفجأة لقد عم الصراخ في الساحة فقالو: إصلبهُ إصلبه، أقتلهُ أقتله. ولم أفهم ما هذه الفوضى، فخرج رجل قال: إنّي لا أجد سبباً لقتل هذا الرجل، وإذا أردتم قتله فافعلوا أنتم ما تُريدون. ولم أفهم شيئاً بل بقيتُ أقترب لأرى ماذا سيحصل…! وفجأة ظهرتَ أمامي، ظهرت أمامي حاملاً صليباً كبيرًا جدًّا لم تستطع على حمله لوحدك فحاولتُ الإقتراب لكي أُساعدك لكن الجنود منعوني وضربوني وأبعدوني عنك، ولم أفهم لما فعلوا بك كل ذلك…! يا مخلّصي اقبل هذا السر من أجل الذين لا يستطيعون حمل صلبانهم اليومية على مثالك فأجعلنا أهلاً لأن نحملهُ لكي نصل به إلى الأبدية.

بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.

السر الخامس:

فوصلنا إلى مكان بعيد وعالٍ يُقال له جبل الجلجلة، وهناك علّقوكَ على خشبة الصليب، بالمسامير صلبوكَ دون رحمة، فحاولت الإقتراب والصراخ: إبتعدوا عنهُ إنه رجلٌ بريءٌ لم يفعل أي سوء… ولكنّهم لم يسمعوا لي ولا لأي شخص… حتى لأُمه التي مشيت معهُ كلَّ تلك الطريق الصعبة والمؤلمة بل علقوه على الصليب مرفوعا بين الأرض والسماء. فنظر إلي وقال: يا بُني هذه أُمك وثم قال لها: هذا إبنك… وبعد ذلك صرخ صرخةً شديدةً ولفظَ الروح… وبعد ذلك عم الصمت في كلِّ المسكونة… وفجأة حدث زلزالٌ عظيم إرتجفت الأرض والسماء منه لأنهُ كان حقًا إبنُ الله. 

بعد السر: يا نجمة الصبح، أشعي نوركِ في قلوبنا وفي وطننا لِنصل إلى النور الحقيقي ألا وهو إبنك شمس البر يسوع المسيح ربنا.

صلاة جماعية:

إليك أصلي يا مريم…يا إمي الغالية…

إليك أتوجه بصلاتي لكي ترفعيها إلى إبنك يسوع المسيح. أنت الأم السماوية، تعرفين حاجات أبنائك. كوني لنا سندًا وحماية وقت الشدة والصعوبة. ساعدينا أن نصونَ نعمةَ الرّبِّ على مثالِك بإيمانٍ وأمانة. أنت الوفيّة، فعلمينا الوفاء… أنت العظيمة، فعلمينا أن نعظّم اسم إبنك يسوع مدى الحياة. كوني يا مريم طريقنا إلى الحياة الحقيقية، لكي نتوجّه بإيماننا إلى يسوع الحياة… أنت يا عون الملتجئين إليك، أعينينا نحن الملتجئين إليك…أمين.

شارك مع الأصدقاء!

Facebook
WhatsApp
Email
Twitter
Telegram